بحث متكامل عن الامام محمد عبده - فكر الامام محمد عبده الاصلاحي ( اعدادي )
كاتب الموضوع
رسالة
Admin Admin
عدد المساهمات : 595 تاريخ التسجيل : 26/07/2011
موضوع: بحث متكامل عن الامام محمد عبده - فكر الامام محمد عبده الاصلاحي ( اعدادي ) الخميس مارس 28, 2013 2:59 pm
بحث متكامل عن الامام محمد عبده - فكر الامام محمد عبده الاصلاحي ( اعدادي )
الامام محمد عبده - فكر الامام محمد عبده الاصلاحي
المقدمه :
1- عن الامام محمد عبده :
أ- نشآه الامام وتلقيه العلم : ولد الامام محمد عبده حسن خير الله في قريه محله نصر بمركز شبراخيت مديريه البحيره في عام 1849 في اسره متوسطه الثراء عملت بالزراعه وتعرضت كمثلها لعمليات القسوه والاستغلال من الولاه العثمانيين .. وتلقي الامام تعليمه الاولي للقراءه والكتابه في منزل والده وحفظ القرآن في وقت مبكر من حياته . وذهب به والده الي الجامع الاحمدي بطنطا لتعليمه تجويد القرآن .. ولكن الطريقه التي كانت تدرس بها العلوم الدينيه آنذاك كانت عقيمه فترك الدراسه . استطاع الشيخ درويش ان يعيد الامام مره اخري الي العلم والدراسه بطريقه مختلفه عن تلك التي مر بها في الجامع الاحمدي وعلمه في المده القصيره التي اقامها معه كيفية تلقي العلم بآسلوب سهل وميسر ولقنه دروسا في الصوفيه وفق اعتقاده فيها واقتنع الامام بالعوده الي العلم بعد هذا اللقاء . عاد الامام الي الجامع الاحمدي مره اخري برغبه ملحه في العلم والدراسه .. وتحت تاثير الصوفيه شعر بضرورة استكمال العلم في الازهر .. وذهب الي الازهر بعقلية الصوفي الزاهد في التمسك بمظاهر الدنيا .. وكان الشيخ درويش هناك يشجعه علي تلقي علوم اخري لا تدرس في الازهر مثل المنطق والحساب ومباديء الهندسه .. وكان الازهر وقت ان دخله الامام يعكس حالة التخلف والجمود وان كانت بوادر الاتجاه نحو الاصلاح قد اخذت تشق طريقها . الي ان يلتقي بالسيد جمال الدين الافغاني وعلي يده تلقي بعض العلوم الفلسفيه والكلاميه والرياضيه .. ونال بعد ذلك شهادة العالميه من الدرجه الثانيه .. وبدآ يدرس في الازهر بعد ان عين فيه . وانتقل من الازهر الي دار العلوم وعين فيها مدرس للتاريخ كما عين مدرس للغه العربيه في مدرسة الالسن . واصبح محمد عبده في فتره الثوره قطب من اقطابها لذلك حكم عليه بالنفي لمدة ثلاثه سنوات خارج مصر بهد فشل الثوره العرابيه بوقت قليل . اتصل بعدها بالافغاني وعمل معه بباريش في اصدار جريده العروة الوثقي السريه التي راسها الافغاني وشغل الامام فيها منصب نائب الرئيس . وخلال فتره نفيه زار لندن فدافع فيها عن حق مصر في جلاء الانجليز عنها ..واسس جمعية للتقارب بين الاديان شارك فيها عدد من رجل الدين المستنيرين ممن ينتمون الي الاديان الثلاثه .. وبعودته الي مصر رجع الي رغبته الاولي وهي الاصلاح في مجال الفكر الديني الاسلامي واصلاح مؤسساته كما وضح اهتمامه بقضايا الاصلاح الاجتماعي والتربوي وتطوير اللغه العربيه .. ثم عينا قاضيا في محكمه بنها عام 1889 وقد ابدي في مجال القضاء اجتهادا في فهم قواعد القانون وادخل روح التحرير والاصلاح فيها .. وركز جهوده علي اصلاح المؤسسات الدينيه الثلاث انذاك وهي الازهر والاوقاف والمحاكم الشرعيه . وفي عام 1899 عين الامام مفتيا للديار المصريه وفي عام 1900اسس جمعيه احياء العلوم العربيه فحققت ونشرت عدد من اثار التراث العربي الاسلامي الفكري . وفي 11 مايو 1905 توفي بالاسكندريه بعد ان ترك اعمالا رائده في مجالات الفكر وتجديد الفكر الديني والاصلاح السياسي والاجتماعي .
ب - القابه :
البعض يسميه لوثر الشرق لما احدثه من ثوره في الفكر الديني .
ج - اسلوبه :
كان العنصر الجوهري في كتابات الامام الاولي هي الميل الي الدعوه للعلوم العصريه وتجديد اللغه والاهتمام بالبحث في الاصول الدينيه وقد صاغ هذه الموضوعات بآسلوب السجع الذي تخلص منه في الفترات اللاحقه . واستطاع الامام باسلوبه القوي ان يكتب في عدد من القضايا التي تدور حول تدهور احوال المسلمين والدعوه الي بعث قوتهم من جديد . واكتسب منهج الامام النظره الموضوعيه والتحليليه لاوضاع المجتمع . ويمكن القول ان الاسلوب الذي اتبعه يتكون من ثلاثه عناصر الاول وهو العوده الي النبع الصافي او السلف الصالح وكان يعني به الاوضاع التي كان عليها المسلمون الاوائل قبل الخلاف ، والثاني هو استخدام العقل حيث راي فيه مظهر التفكير الذي حث عليه جوهر الاسلام بفهم اسسه وبيانها ، والثالث هو الاستناد الي ادوات تقوي الصله بين الاسلام ومتطلبات العصر .
د - اعماله ومؤلفاته :
اما عن اعماله الفكريه فتتضح في المقالات التي كان يرسلها لصيحفة الاهرام وقد بدآ نشاطه فيها مبكرا . واتجه الي الكتابه في الموضوعات الدينيه والتعليميه وشرع في كتابه لائحه اصلاح التعليم العثماني ولائحه اصلاح القطر السوري وشرع في كتابه لائحه اصلاح التربيه في مصر وفي تحقيق كتب التراث العربي الاسلامي وحقق وشرع مقامات بديع الزمان الهمزاني ونهج البلاغه كما اتم ترجمه رساله الرد علي الدهريين للافغاني عن الفارسيه . كما بدآ في تفسير القرآن بمنهج جديد يعتمد علي العقل . وقد رد الامام في مقالات ست نشرت بالمؤيد مؤكدا علي ان الاسلام هو الذي نقل الحضاره الي اوروبا . وقد رد علي فرح انطوان صاحب مجله الجامعه بخصوص ماكتبه حول سماحه المسيحيه وجاء رده مبينا دعوة الاسلام الي احترام الاديان الاخري وكونه عقيده للدنيا والدين معا لا فصل بينهما . ثم كتب رساله التوحيد وهي دراسه عقليه للالهيات والاصول الفكريه الاسلاميه قد فيها تفسيرات وضح فيها منهجه التجديدي . وظهرت له اعمال اخري مثل تقرير اصلاح المحاكم الشرعيه . وتشير الدلائل الي ان الامام قد شارك في اعداد كتاب تحرير المرآه لقاسم امين فقد كتب فصولا منه وكتب قاسم امين فصولا اخري ثم صاغ الامام بنفسه الكتاب صياغه نهائيه . كما كتب عدد من المقالات التي ابرزت فكره الاجتماعي ورغم انها لا تقدم تصورا كاملا الا انها اظهرت معارضته للغني الفاحش ودعوته الي التكافل الاجتماعي . وكتب بعض المقالات في التربيه والسياسه .. فقد ترجم كتاب هربرت سبنسر التربيه عن الفرنسيه ، اما عن المقالات السياسيه فكتب واحده بعنوان المستبد العادل واخري بعنوان اثار محمد علي وثالثه بعنوان الرجل الكبير في الشرق . ثم كتابات متفرقه عن رفضه للاحتلال . كتب مقدمه لرساله الواردات وقام بنسخ كتاب الاشارات لابن سينا . وبعد تخرجه من الازهر نشر كتاب البصائر البصيريه لكي يوجه الازهريين الي دراسه علم المنطق بالاضافه الي مقاله العلوم الكلاميه والدعوه الي العلوم العصريه وكتاب الاسلام والنصرانيه مع العلم والمدنيه
هـ - الظروف والعوامل المؤثره عليه :
تجمعت عده عوامل في تشكيل شخصيه الامام والتاثير فيها سواء ماتعلق منها بالبيئه التي نشآ فيها او القراءات التي انفتح عقله عليها او الاحداث السياسيه التي القي بثقله فيها .. اولا العوامل الاجتماعيه : عند تحليل الوضع الاجتماعي للامام يجب التمييز بين موقف عائلته التي قضي فيها فترات حياته الاولي والموقف الاجتماعي الذي انتهي اليه هو شخصيا وحاله المؤسسات الاجتماعيه التي ارتبط بها عمله الاجتماعي والسياسي وبالتحديد مؤسسات مثل كتاب القريه والازهر . تعرضت قريه محله نصر مثلما تعرضت معظم القري المصريه لاثار تجربه محمد علي الاقتصاديه حيث استولي علي كل الاراضي الزراعيه وجعلها تحت سلطه الدوله . وتعرضت عائله محمد عبده مثل غيرها الي مظاهر التشريد وهجر الاراضي الزراعيه ونالت حظها من نظام السخرة والسجن . وكانت عائلته كبيره العدد ذائعه الصيت والشهره بين عائلات القريه وتميزت بالفتوة والكرم واحترام الاخلاق والفضيله وشدة الاهتمام بالنسب والانساب فكانت من اصحاب متوسطي الملكيات الزراعيه وذات هيبه اجتماعيه . وبفضل ماتوفر من ثراء متوسط تلقي الامام تعليمه الاولي في ظروف افضل من تلك التي ينشآ فيها معظم ممن يذهبون الي الكتاب ودلاله هذا الثراء ان والده مكنه من استخدام المعلمين لتعليم ابنه في منزله وحتي عندما ذهب الي الكتاب لاستكمال حفظ القرآن كان له وضعا مميزا . وكان لهذا الثراء ايضا دوره في اصرار والده علي استكمال الامام تعليمه وارجاعه الي دور العلم كلما يئس منه . وكان للخلفيه الاجتماعيه تآثيرها القوي علي مواقفه السياسيه والفكريه وظهر ذلك من اتجاهه السياسي الذي كشف عنه بعد دخوله الحياه السياسيه اثناء فتره الثقوره العرابيه . اما من حيث تاثير الخلفيه الاجتماعيه علي انتمائه الفكري فقد جعلته يتجه الي الفكر المستنير والاصلاحي
ثانيا الابعاد النفسيه لشخصيته : تمتع الامام بقوة الشخصيه واستقلال الراي والثقه بالنفس وقد تولد ذلك بفعل اعتزازه بعائلته وماشاهده في منزل والده من سلطه الوالد وقوتها .. وقد عمق تحصيله العلمي من قوه شخصيته واعتزازه بنفسه .
ثالثا العوامل الثقافيه : اتجه محمد عبده الي الدراسات الدينيه الاسلاميه وساعدته ظروفه علي الانفتاح علي اصول تلك الدراسات بصفه اساسيه . وقد لعب الاتجاه الصوفي في صورته النقيه دورا اساسيا في تدعيم ثفه المسلم العادي بدينه والاهتمام بالنواحي الروحيه والدنيويه معا وكان لقاؤه بالافغاني نقطه تحول في حياته الثقافيه فعلي يده تعلم اصول الفلسفه وانتقل من الصوفيه الخياليه الي الفلسفه العمليه واتسع عقله للعلوم الفلسفيه والمنطقيه . وكان للنزعه العقليه والعمليه التي تركها الافغاني علي فكر الامام اثرها في اتجاهه نحو الاصلاح الاجتماعي والاخلاقي والدعوه الي الانفتاح علي الحضارات الاخري .. تركت مقدمه ابن خلدون اثرها عليه ورؤيته لتطور المجتمعات ونشآتها وتاثير طبائع الشعوب ونفسياتها علي تقدمها الحضاري . تعلم الامام اللغه الفرنسيه فمكنته من توسيع معارفه بالفكر الاوروبي .
رابعا العوامل السياسيه : تاثر محمد عبده باتجاه جمال الدين الافغاني نحو تحرير العقل من الجمود الفكري ونهضة الشرق والدعوه الي الثوره علي الاستبداد والسخط علي الحكام المستبدين . ومشاركته في الثوره العرابيه اثرت عليه وكان لفشلها ايضا اثر كبير حيث ترك اثر سيئا علي فهمه للعمل السياسي بعد الثوره .
2- مقدمه حول فكر الامام محمد عبده :
يحتل الامام محمد عبده مكانه بارزه في الفكر السياسي الاسلامي والعربي والمصري .. لقد قدم لنا الامام فكرا سياسيا متميزا كما لعب دورا بارزا في الحركه الوطنيه لقد مثل الامام تيارا من التيارات السياسيه والفكريه التي ظهرت لتعبر عن شكل او اخر من اشكال الاستجابه لعملية التحول في مختلف جوانب المجتمع وهو التيار الاسلامي التجديدي .. وفي داخل هذا التيار عبر عن منهج واسلوب متميزين وقد كان المحور الرئيسي وراء اهدافه هو النزعه الي التجديد .
الفكره الرئيسيه لفكر الامام محمد عبده :
يمكن القول ان رؤيه الامام للدين الاسلامي حددتها ثلاثه اسس هي الاهداف التي سعي لتحقيقها ودوافع اختياره لهذه الاهداف وتصوره لمفهوم التجديد وترجع اهميه هذه الاسس الي اكثر من اعتبار . فهمي تتميز بقدر كبير من الترابط وتمثل نظاما فكريا متكاملا يقدم تصورا مختلفا للفكر الديني الاسلامي عن ذلك السائد في عصره وهي تعد مدخلا صحيحا للقضايا التي اثارها مثل توضيح حقيقة الاسلام والرد علي الانتقادات التي وجهت اليه من مفكرين غربيين والمساهمه في المناقشات التي كانت تثيرها بعض تيارات الفكر المصري . هذا بالاضافه الي الاصلاحات التي حاول تحقيقها في الازهر والمحاكم الشرعيه وفي المجالات السياسيه والاجتماعيه . ارتبطت كلمة التحديث علي وجه العموم بمظاهر التغير الماديه والفكريه الاوروبيه ومن متابعه التطورات المختلفه التي مر بها المجتمع المصري في القرن التاسع عشر حيث ساد الاعتقاد بقبول بعض مؤسسات وافكار الغرب للانتقال من مرحله الركود الي مرحله بناء الدوله الحديثه . ولما كان الاسلام يشكل ولفتره طويله الاطار العام للنظام السياسي والاجتماعي في مصر فقد كان من الطبيعي ان تمتد عمليه التحديث اليه . فكلمه التجديد اذن ارتبطت بفكر الامام محمد عبده في هذا الصدد باعتبارها سمه عامه ميزت التطور الاجتماعي والاقتصادي والسياسي المصري في القرن التاسع عشر. وقد اسهم محمد محمد عبده في دفع الافكار السياسيه للامام ووجه سهامه للنظره التقليديه الاسلاميه وحاول ان يظهر الاسلام بما لا يجعله متعارضا مع الافكار الجديده فكتب عن الحريه والشوري والقانون واتبع كلماته بالفعل فشارك في مجلس شوري القوانين وكانت له اجتهاداته في اصلاح الشريعه وقوانين الاحوال الشخصيه . وقد ركز نظرته في الحكومه والغايه المرجوه منها ووظائفها وعبرت كتاباته عن امل ظل يراوده في ان تولد دوله جديده قادره علي تحقيق التحديث في المجتمع المصري .
الافكار الفرعيه :
أ- التجديد في الفكر الديني :
تناول محمد عبده الفكر الديني بشكل واسع وراي ان التجديد يتمثل في تحرير الفكر من التقليد وفهم الدين علي نهج سلف الامه ، وفي هذا المجال اكد علي ضروره النظر الي العقل باعتباره افضل القوي الانسانيه . وهو في مجال التجديد يواجه تيارين اساسيين كان لهما اثرهما في استقطاب الامه الاسلاميه خاصه المثقفين فيها وهو من ناحيه تيار الجمود في اطار الظلام الفكري ومن ناحيه اخري تيار التغريب القائم علي العلمانيه وضرورة الاخذ بالحضاره الغربيه والنظر الي الدين الاسلامي علي انه لا يواكب العصر .
وقد هدف محمد عبده الي تحديد الاصول التي لا يكون المسلم مسلما الا بها والتي سادت قبل ظهور الفرق والشيع اي في صدر الاسلام ، هذه الاصول هي الصوره البسيطه التي تقوي من ثقه المسلم في دينه وتجعله يواجه التغيرات الماديه دون اهتزاز لهذه الثقه . وقد اراد محمد عبده ان يقوي الجانب المعنوي في المسلم وان يبعث في نفوس المسلمين شعور دينيا نقيا وقويا فركز في جهوده علي تقديم الحل الملائم للفرد المسلم والمجتمع لمواجهه التحدي الغربي خاصة مايتعلق بالشك في الفكر الاسلامي . وقد نادي بضرورة التاكيد علي الصوره التي لا تتغير علي مر العصور والتي ترتكز علي المباديء العامة للاسلام ولا ترتكز علي مدرسة اسلاميه معينة بل تترك للمسلم حريه الاجتهاد بما يتلائم مع المباديء مما يجعل الاسلام في نظره حيا دائما . كما هدف الي الربط بين الاسلام والمعاصره وتوضيح التواؤم بين الاسلام ومتطلبات العصر واستخدم الشيخ محمد عبده مقاييس عقلانيه لاحداث مظاهر التجديد في جوانب الفكر الاسلامي ولكن في الواقع لم يسع لتقديم مدرسه اسلاميه جديده كبديل للمدرسه التقليديه ولكن سعي لتقديم صوره للاسلام الصحيح الذي يواكب العصر. والمجال الذي يركزعليه هو الفهم والادراك للدين وليس مجرد التفقه فيه . هذا وتتناول دعوه الامام محمد عبده الي الاصلاح الديني ثلاثه امور اساسيه : اولها : الدعوه الي تحرير الفكر من قيد التقليد بحيث لا يخضع العقل الا لسلطان البرهان دون ان يتحكم فيه زعماء مدنيون او دينيون . ثانيها : الربط بين الدين والعلم واعتبارهما صديقيين متلازمين ومتكافئيين ولا مجال للصدام بينهما حيث لكل منها وظيفته لحاجه البشر واي منها لا يغني عن الاخر . ثالثها : الرجوع في فهم الدين وكسب معارفه الي منابعه الاولي قبل ظهور الخلاف وذلك علي طريقة السلف الصالح وقد اكدها في القرآن الكريم وقليل من السنة . وبصفه عامه فقد بين اهميه الوعي بمسار التطور التاريخي والتركيز علي دور العقل في مجال فهم الاسلام فهما صحيحا وعليه نادي بضروره العوده الي منبعه واستخدام العقل الذي يتمتع بها الانسان في فهم الاسلام .
1- الاصلاح اللغوي :
وقد عالجه من شقين فمن ناحيه اكد علي ضرورة اصلاح اللغه العربيه والاحتذاء بما فعله الفرنسيون وغيرهم باصلاح فنون لغتهم وادابها واتقان الكتابه والخطابه فيها بتاليف المجامع لوضع المعاجم اللغويه وتاريخ تطور اللغه وفلسفه البيان والانتقاد وغيرها . من ناحيه اخري نادي بضرورة تعلم لغه من اللغات الاوروبيه حتي يمكن الاطلاع علي المعارف . فالاصلاح اللغوي يخدم التراث من جهه ويسهم في مواكبه التقدم والعلوم العصريه من جهه اخري
2- الاصلاح التعليمي والتربوي :
اعطي الامام محمد عبد اهميه خاصه للاصلاح التعليمي والتربوي علي انه متطلب سابق للازدهار والاصلاح السياسي .وقد كانت له اراءه المتبلوره في هذا الموضوع فمن ناحيه لم يقصد بالتعليم التعليم المدني خلوا من التعليم الديني ، حيث اكد علي ضرورة ان يكون الدين اساس التربيه . من ناحيه اخري قسم النظام التعليمي الي مراحل لاعداد فئات ثلاث هم العامه والساسه والعلماء مع التاكيد علي الاهتمام بهذه الفئه الاخيره . ومن ناحيه ثالثه اكد عي دور الاغنياء في تمويل انشاء المدارس والبعض يعتبرها نظره ارستقراطيه منه للتعليم ولكنها تمثل انعكاسا لرؤيته عن التكافل الاجتماعي ودور الاغنياء والقادرين تجاه الوطن .. كما نظر لاراءه في التعليم علي انها مثاليه اكثر مما يجب علي اساس انها خطوة لحل كافه المشكلان الاخري اي بمثابة المتغير المستقل بينما غيرها من العوامل متغيرات تابعة . ولكن الدراسات في مجال التحريك الاجتماعي تؤكد اهميه التعليم باعتباره اخطر عوامل التحريك الاجتماعي في اي مجتمع ولكنه ليس سبيل السعاده المطلقة كما تصورها . ومن ناحيه اخيره يجدر التاكيد علي انه اعتبر الاصلاح التربوي سبيلا للاصلاح السياسي بل انه يوضح انه حاول اقناع جمال الدين الافغاني وهما في باريس بهجر السياسة والتركيز علي التربيه وهو مارفضه الافغاني .
3- اصلاح الازهر :
في سعيه لتجديد الازهر شن هجوما شديدا علي الدراسه فيه ونادي بادخال العلوم العصريه وذلك سعيا لربط علماء الدين بمواكبة العصر فهو لم يناد بالدراسه الدينيه المنفصله عن الدراسه المدنيه بل سعي لتطوير الازهر لا ليجعل منه جامعه مدنيه ولكن ليؤهل خريجهيه للتعرف علي العلوم العصريه من منظور اسلامي . وذلك الاصلاح في رايه يحتاج للتدخل من السلطه ولكنه في نفس الوقت اكد علي اهميه عدم تدخلها في شئون الازهر . اي ان اصلاح الازهر لا يتم الا بتدخل السلطان ولكن قيامه بدوره لا يتم الا بدون تدخله . من ناحيه اخري فقد وضع املا اكبر في دار العلوم عن اصلاح الازهر بل ذهب الي القول باحلالها محل الازهر وقد سبب ذلك عداء رجال الازهر له .
ب - التجديد في الفكر السياسي :
1- السلطة :
جاءت افكار الامام عن السلطة في رده علي فرح انطوان صاحب مجلة الجامعه العثمانيه ورد الامام جاء من زاويتين الاولي تفنيد ماتقول به الديانهة المسيحية في المجالات الدنيويه والثانيه توضيح حقيقة الاسلام والسلطه فيه ولا تقف هي عثرة امام التطور والتقدم . بدآ الامام بالتاكيد علي ان الاسلام لم يعرف السلطة الدينيه في مجال العقيده وفي هذا الذكر ينفي الامام استغلال الدين كآداه للاكراه علي اعتناق عقيده معينه كما ينفي ايضا وجود ايه حقوق لرجال الدين بحكم انهم العارفون بآصول العقيده . والاسلام في رايه لم يعرف هيئه ذات سلطه سلطات كتلك التي وجدت في عهود سيطرة الكنيسه المسيحيه علي المجتمع الغربي ويقصد ان المفتي او القاضي او شيخ الاسلام والهيئات التي تتبعهم ليس لها سلطان ديني علي الناس الا التوجيه والارشاد . واذا كان قد نفي الامام اية حقوق يرتبها الاسلام للقائمين علي اموره ونفي وجود السلطه الدينيه باي صوره من الصور فان هذا ينسحب منطقيا علي السلطه السياسيه بمعني انها تصبح قائمه علي الاعتبارات الدنيويه وليس لها اي سند ديني فالاسلام يحدد ان الامة هي مصدر سلطة الحاكم وذلك ان الامه هي التي تنصبه وصاحبة الحق في السيطره عليه. ومايدعو لان تكون السلطه مدنيه في رايه هو ان الحاكم قائم لمصلحه البشر ولمراعاه احوالهم المتغيره والمتطوره والامه في مجموعها هي التي تستطيع ان تقرر مصلحتها والطريق الي ذلك. نفي الامام وجود سلطة دينية في الاسلام واقر علي الطبيعه المدنيه للسلطه السياسيه وذلك لا يعني اقرار الفصل المطلق بين اعتبارات العقيده واعتبارات السلطه المدنية . فهو كغيره من المفكرين الاسلاميين راي ان الاسلام يجمع بين شئون الدين والدنيا معا . ويعتقد الامام ان تنفيذ الشريعه يآخذ الطابع المدني ويصبغ ذلك الطابع كافة مؤسسات الدوله حتي ان الحاكم هو الذي يعين ويعزل اصحاب الوظائف الدينيه علي ان يجري ذلك في اطار الحفاظ علي الدين والشريعه .
2- تطوير الشريعه :
نظر الامام للشريعه نظره مختلفه حيث انه ميز بين الدين بمعني القواعد الاساسيه كما توجد في القرآن والسنه وتفسير قواعد الدين كما انتهي اليه عمل الفقهاء والمجتهدين في الاسلام اي بين الدين والفكر الديني . والشريعه عنده لها معنيين احدهما ضيق والاخر عام . فاما المعني الضيق فقصد به مجموع احكام الله الثابته عنه وعن نبيه اي هي الاصول الاسلاميه التي لا تتطور ولا تتغير .واما المعني الواسع فقصد منه القواعد والاسس التي تحكم حياة المسلمين . وقال بآن الشريعه مفهوم خاضع للاجتهاد سواء بتفسير الاصول الدينيه او بالاجتهاد في جانب الفروع او المعاملات بما يجعلها تتمشي مع المصلحه العامه .
3- موقفه من الخلافه الاسلاميه :
لقد كان محمد عبده اقرب الي تيار السنه وان كان اتجاهه العقلاني جعل بعض افكاره عن الحكم في الاسلام تبدو وكآنها متاثره بتيار المعتزله . فهو لم يشغل نفسه بالحديث عن الخلافه ولم يكن من رافضيها وانما اهتم بالتاكيد علي الوظيفه الدينيه للحكومه الاسلاميه وابعاد الطابع الديني عنها واضفاء الطابع المدني او السياسي علي اعمالها .
4- موقفه من الخلافة العثمانية :
كان الامام من انصار تجديد واصلاح الخلافه العثمانيه وليس ازالتها او التخلي عنها فهو قبل الخلافه العثمانيه بشرط اصلاحها بحيث راي ضرورة توفير الاستقلاليه للدول الواقعه تحت السيطره العثمانيه وتخفيف قبضه المركزيه العثمانيه .
5- موقفه من القوميه والوطنيه :
فهم محمد عبده للوطنيه المصريه كان يعكس رغبه قويه في دعم موقف مصر داخل الخلافه العثمانيه والتعبير عن المقومات الذاتيه لهذه الوطنيه حيث ان قوتها من قوه العالم الاسلامي ذاته وهي جزء من عالم اوسع هو العالم الاسلامي .
6- الحريه :
اهتم الامام كغيره من المفكرين الاسلاميين بتوضيح علاقه المسلم بآفعاله والعلاقه بين الاراده الانسانيه والاراده الالهيه ولكنه زاد عليها بانه وضح الجانب الاجتماعي للحريه واوضح شروطها وحدودها ويمكننا ان نوجز تصور عبده للحريه في ثلاثه ابعاد الاول بانه قال بحريه الاراده الانسانيه وان فكره القضاء والقدر ليست عائقا للحريه او مبررا لتهربه من مسئوليه افعاله بمعني ان الاحاطه الالهيه بما سيقع لا تكون مانعه من استخدام العقل ولا باعثه اليه . والثاني انه اراد ان يضفي علي الحريه التزاما اخلاقيا فحيث المرء مسئول عن افعاله فان هناك مايفرض عليه ان تهدف ارادته الي غايه وتختار خير الوسائل لبلوغها . والثالث ان حريه الانسان ليست مطلقه بل مرتبطه بحريه الجموع وقال بان حريه الفرد تتحقق من خلال واجبات ووظائف يؤديها لمجتمعه . اهتم الامام محمد عبده ايضا بالحريه السياسيه والاجتماعيه فحريه الراي عني بها حق المواطن في مناقشه القضايا العامه والتعبير عن موقفه منها واما حريه القول فهي حق نشر الاخبار والاحداث والاعلام بها عموما وعني بحريه الانتخاب حق المواطن في المشاركه في الحياه النيابيه سواء بالتقدم لشغل مقعد في الممجلس النيابي ام بالتصويت علي المرشحين . الي جانب انه ربط وجود الحريه بتمدن المجتمع وتطوره فالحريه السياسيه لا تتحقق الا بعد ان يتعدي المجتمع مرحلتين هما مرحله الوجود الطبيعي ومرحله الاجتماع او التمدن . جهد الامام ايضا في توضيح دعوه الاسلام الي احترام المرآه والاقرار بحقوقها امام الرجل وانهما متماثلان في الذات والاحساس والشعور والعقل . كان الامام محمد علي من انصار الحريه الاجتماعيه في مضمونها الذي يناصر العاملين والذي لا يعترف بالنظام الطبقي الوراثي وعلي اية حال كانت افكاره الاجتماعيه تعكس ميلا الي توفير المناخ الملائم لنجاح قوه الطبقه الوسطي . ولكنه وضع عده تحفظات علي ممارسه الحريه الاولي اخلاقيه والثانيه سياسيه والثالثه اجتماعيه .
7- الشوري :
يمكن القول ان مظاهر الشوري في فكر الامام تتبلور في الاتي : الشوري نقيض الاستبداد والحجر علي حريه الراي بخصوص مصالح الامه والتفرد براي واحد بصددها . الشوري تعبير عن ممارسه الحريه السياسيه حيث اكد علي ضروره تقديم النصيحه للحاكم وقال انها واجب علي المحكوم . الشوري تتطلب وجود هيئه سياسيه تقوم بها مثل اهل الحل والعقد . الشوري ليس لها تطبيق محدد . الشوري تحقق مناخ المشاركه بين الحاكم والمحكوم فهو لم يقل صراحه ان الشوري ملزمه للحاكم وانما اكد ان الحكم السليم هو الذي يتعاون فيه الحاكم والمحكوم .
8- القانون :
لا يتحقق القانون في راي الامام الا بتوافر مناخ الحريه السياسيه وبالاستناد الي الراي العمومي من اهل الحل والعقد وتحدث عن مفهوم القانون من زاويتين الاولي تلك المباديء والقواعد العامه التي يجب ان تتبع في استخراج الاحكام سواء كان مصدرها القران والسنه او الاجتهاد والثانيه التمييز بين الاحكام القانونيه الشرعيه والاحكام التي تتعلق بموضوعات لم يات بها الشرع . ودعا الامام ان يضطلع بامر القانون وتخريج احكامه اهل الخبره وعقلاء الامه .. وراي ضروره ان يكفل القانون تحقيق العدل الاجتماعي بالاضافه الي انه لا يصح استيراد قوانين دوله معينه من مجتمع ما لتطبيقها علي اخر يختلف معه في الظروف الماديه وغير الماديه . واوضح ضروره الا تكون القوانين قيدا علي التطور فالامم المتاخره هي التي تسودها قوانين جامده . اعتقد الامام في حق اختيار الامه قانونها الخاص بها فالقانون الصحيح هو الذي يصدر عن الراي العام اي انه انطلق من نظريه الاراده الشعبيه والمنفعه الاجتماعيه في اصل القانون .
ج - نظام الحكم عند الامام محمد عبده :
1- شكل الحكومه :
تكشف افكار الامام محمد عبده بخصوص السلطات المختلفه التشريعيه والتنفيذيه والقضائيه عن اقراره لمبدآ الفصل النسبي بينهم . ان تناط جميع شئون الحكومه بسلطه من السلطتيين الاتيتين سلطه تشريعيه تسن القوانين الاداريه والقضائيه وسلطه تنفيذيه تكلف بتنفيذ تلك القوانين . ان يقوم اعضاء السلطه التشريعيه بمساءله النظار والوزراء عن تنفيذ القوانين وانتقادهم في الاخطاء ومظاهر الخلل في العمال التي تقع منهم . سلطه القضاء تحظي بقدر من الاستقلاليه والاحترام اي استقلاليه القضاء عن كل سلطان حتي سلطان الامام الاكبر كما ان القاضي بعد تعيينه يصبح نائبا عن الامه وليس عن الخليفه
2- الحاكم القائد ، والمستبد العادل :
في بدايه حياه الامام كان من اشد الناس دعوه الي الحكومه القائمه علي الاراده الشعبيه والتي تصل بالحكم الي طريق الديمقراطيه ثم بعد ذلك فكره الحاكم المستبد العادل وهو مفهوم لا يتفق مع الطبيعه الديمقراطيه وتحمل عدم الثقه في مقدرة الامه علي توجيه حياتها . وتثير الفكره الثانيه كثيرا من اللبس والغموض فيبدو انه ادرك فشل الدعوه الي التربيه والتغيير بالقلم والكتابه فاتجه الي فكره تحقيق الاصلاح عي وجه السرعه وان يكون الحاكم مستبدا في تنفيذ الاصلاح بكافه صوره وعادل لانه سيطبق القانون والسياسات علي جميع المحكومين دون استثناء ولانه سيضع المصلحه العامه فوق مصلحته الخاصه وليس عليه رقيب في ذلك.
3 - مهام الحكومة :
كان سلطان التربيه قويا علي الامام حتي انه كثيرا ماعبر عن امله في اتجاه الحكومه اولا الي مهام التهذيب من خلال مدارسها التعليميه المختلفه . كان يحث الحكومه علي ترشيد ادارتها واصلاح قوانينها الاداريه بما يسهل من تنفيذ السياسه العامه لها . اي ان الامام اراد من الحكومه ان تصلح مؤسساتها بما يجعلها اكثر قدره علي تلبيه احتياجات المواطنين المتجدده وان تكون علي مستوي العصر فالافكار الحديثه في مجالات المجتمع المختلفه لن تتحقق من فراغ وانما بوجود مؤسسات عصريه تلائمها .
4- دور الصفوه المستنيره :
لقد حبذ ان تلعب فئه معينه من المجتمع دورا قويا في تحريك الاحداث السياسيه والتاثير علي قرارات الحكومه علي ان تتصف الي جانب مالها من نفوذ بالاستناره الفكريه وبمعني اكثر تحديدا تكون علي درايه حقيقيه بواقع الاحداث وبالافكار السياسيه العصريه . ودوافع الامام لوجود الصفوه المستنيره ثلاثه ، الاول يتعلق بعمله السياسي المباشر والثاني بموقفه من تطور الحياه النيابيه في مصر والثالث يرجع الي شخصيته ومنطلقاته الذاتيه . هكذا يمكن القول بان الامام لم يكن يدعو لحكم الصفوه المستنيره لان ذلك يعني احتكار فئه او طبقه معينه للسلطه دون غيرها من الطبقات وهو ضد اتجاه الديمقراطيه العام وانما دعا لدور الصفوه من ابناء الطبقه المتوسطه وهذا الدور يتحقق بالاسلوب الديمقراطي اي من خلال البرلمان والحياه النيابيه حيث ان هذه الطبقه يمكن ان تسهم بشده في نشر القيم والافكار العصريه سياسيا واجتماعيا .
د - السياسه وجمود المسلمين :
عبر محمد عبده عن عدائه للسياسه بصراحه ووضوح وذلك في دفاعه عن الاسلام وابعاد مايحاول البعض الصاقه به من جمود واضطهاد العلم علي اساس ان الاسلام بريء من مثل تلك الصفات حيث انه دين علم ويحث علي التقدم الدائم والنظر العقلي كآول اصل يقوم عليه واذا كان هناك اضطهاد او قهر فمرجعه للسلطه وممارسه السياسه وفقا لاهواء الحكام . وعليه فعدم اتباع تعاليم الاسلام والبعد عنه من جانب الحكام والمحكومين هو السبب في تخلف المسلمين وليس السبب في الاسلام نفسه الذي تقدم به المسلمون علي غيرهم عندما اتبعوه ومن هنا يؤكد الامام محمد عبده علي اهميه الحكم الصالح مع وحدة الاهداف .
[size=21]التعقيب علي اهم الافكار التي جاء بها الامام محمد عبده :
يمكن القول بان افكار الامام غطت المقومات الاساسيه لنظام الحكم والمقومات البنائيه اي المتعلقه بهيكل نظام الحكم والاطار الدستوري والمقومات الفكريه اي المتعلقه بمجموعه المعتقدات والافكار التي تعبر عنها مؤسسات النظام السياسي وابنيته . او بمعني اشمل المتعلقه بالثقافه السياسيه السائده في المجتمع والمقومات المرتبطه بالحركه السياسيه اي القوي السياسيه والاوضاع الاجتماعيه والاقتصاديه في تفاعلها مع المقومات البنائيه والفكريه . وبالتالي يمكن القول بان هناك مجموعه من العلاقات الفكريه التي استند اليها في تصوره لاسلوب الحكم فالسلطه عنده او العلاقه بين الحاكم والمحكوم ليس لها اساس ديني بل تنشآ استنادا لمصلحه الافراد وظروف واقعهم و
بحث متكامل عن الامام محمد عبده - فكر الامام محمد عبده الاصلاحي ( اعدادي )